علم الجفر تعريفه و ( تكسيره )
علم الجفر يبحث في الحروف والأرقام .. وعلاقتها .. أفراداً وتركيباً ، وغاية التصرّف بها على وجه ٍ يحصل به ِ المطلوب إيقاعاً وإنتزاعاً ، ومادته ُ الأوفاق والتراكيب ومرتبته ُ بعد الروحانيّات العُليا والفلك ومنازل النجوم . إذن .. هو علم ٌ" مرموز " مبني على اسرار الحروُف والأرقام .. ! .. ولا يستطيع تعلّمه ُ وحفظهُ تماماً ( بلا الرجوع إلى الجداول القديمة ).. إلا قلّة من الناس بالعالم
و بعضهم يسميه علم يبحثُ فيه عن الحروف من حيث هي بناء مستقل بالدلالة ويسمى علم الحروف وعلم التكسير أيضاً وضع الحروف الثمانية والعشرين على طريق البسط الأعظم يستخرج منها بطرق مخصوصة، وشرائط معينة ألفاظ مخصوصة تدل على معاني مستورة و حكم ملغوزة
والجفر هو من العلوم الغامضة التي يعجز الفكر عن إدراكها. وهو في اللغة الشيء المخفي، وفي الاصطلاح هو المتفجر من ينابيع قلوب أصحاب العهود والشهود في محل مخزونات الغيب ومكنوناته التي ليس فيها ريب بحيث تكون على تحصيل المراد وكشف الحالات. الثاني في بيان الاصطلاحات التي هي من جملة الضروريات وهذه الاصطلاحات تطلب أنواع البسط العددي والبسط النوعي فأحدهما في بسط الحروف والأخرى في بسط التركيب، وهذان معمول بهما عند أرباب هذا الفن
إن طريق الاستخراج من الجفر اللامع كثيرة، وطريق الجامع من جملة الطرق المفيدة الذي إذا أردته لأي سؤال كان في أي وقت كان، من أي مكان كان، طريقته موجودة في هذا الجفر من خلال الشهور العربية والجداول الموجودة لحروف الأيام والمنازل وأسماء البروج وحروفها التي يدل الجفر على كيفية انتقاءها للوصول إلى الإجابة عن السؤال بعد التأمل الصادق من قياس الكلام وسياقه فإنها إشارات عارف وعلامة الفتح بها أخذها بطريق الإشارة والتلويح دون العبارة والتصريح
والناس مختلفون في وضعه، وتكسيره.
فمنهم: من كسره بالتكسير الصغير، وجعل في حافية البار الكبير (ا، ب، ت، ث)، إلى آخرها، والباب الصغير أبجد إلى قرشت، وبعض العلماء، قد سمى الباب الكبير بالجفر الكبير، والصغير بالجفر الصغير، فيخرج من الكبير ألف مصدر، ومن الصغير سبعمائة.
ومنهم: من يضعه بالتكسير المتوسط، وهي: الطريقة التي توضع بها الأوفاق الحرفية، وهو الأولى، والأحسن، وعليه مدار الحافية القمرية، والشمسية.
ومنهم: من يضعه بطريق التكسير الكبير، وهو الذي يخرج منه جميع اللغات، والأسماء.
وذُكر في كتب كثيرة من ضمنها : مقدمة ابن خلدون ، وكشف الظنون ، وكسّرهُ " حساب التكسير " العارفون بتكسيرين ، الصغير والكبير ، فجعلوا اساس حافيّة الباب الكبير : أ ، ب ، ت ، ث .... الخ . وجعلوا حافية الباب الصغير : ابجد هوّز ، حطّي كلمُن ... الخ .
وسمّىَ العُلماء الباب الكبير بالجفر الكبير ، والباب الصغير بالجفر الصغير ، فيخرج من الكبير 1000 مصدر ، ومن الصغير 700 ومنهم من يضعه ُ بالتكسير المتوسّط ( وهيَ طريقة الأوفاق الحرفيّة ) وهوَ الأدق .. وعليه ِ مدار الحافية القمريّة والشمسيّة .
والتكسير الكبير ، هو الذي تخرج منه ُ جميع الأسماء واللغات ، ومنهم من يضعهُ بطريق التركيب الحرفي .. وهو مذهب أفلاطون .
والحرف عند أهل الجفر : بناء ٌ مفرد ٌ مستقل ٌ بالدلالة .. ويُسمّى بالدلالة ، ودلالة الحروف : دلالة اوليّة ، ودلالة الكلمة : دلالة ثانويّة ، وهو موضوع علم الجفر . لذا يمكن ان نسمي علم الجفر بعلم الحروف ايضاً
ومنهم: من يضعه بطريق التركيب الحرفي، وهو مذهب أفلاطون.
ومنهم: من يضعه بطريق التركيب العددي، وهو مذهب سائر أهل السنة، وكل موصل إلى المطلوب.
ومن الكتب المصنفة فيه: ((الجفر الجامع والنور اللامع)) للشيخ كمال الدين أبي سالم محمد بن طلحة النصيبي الشافعي، المتوفى سنة اثنتين وخمسين وستمائة، مجلد صغير، أوله: الحمد لله الذي أطلع من اجتباه. إلخ
الحروف الهجائية العادية معروفة ، وعددها 28 حرف ، وتسلسلها معروف ، وهو :
أ - ب - ت - ث - ج - ح - خ - د - ذ - ر - ز - س - ش - ص
ض - ط - ظ - ع - غ - ف - ق - ك - ل - م - ن - هـ - و - ي
امّا الحروف الأبجديّة ، فهي التي يسمونها : الحروف المغربيّة .. او التي الأبجديّة التي تبدأ بأبجد .. و تُستخدم عادة ً في تسلسل الفصول للبحوث او لفقرات الكتابة ... الخ ، وهي نفس الحروف الهجائية العادية ، ولكن بترتيب أبجدي وهوَ كالتالي :
( ابجد هوز حطي كلمن سعفص قرشت ثخذ ضظغ )
وتفريدها كالتالي :
أ - ب - ج - د - هـ - و - ز - ح - ط - ي - ك - ل - م - ن
س - ع - ف - ص - ق - ر - ش - ت - ث - خ - ذ - ض - ظ - غ